البياناتمنوعات

الاحتلال التركي يجدد تهديداته بغزو جديد لشمال وشرق سوريا

بيان

أعلنت تركيا بالأمس وعلى لسان رئيسها رجب طيب أردوغان عن عزمها القيام بعملية غزو جديدة لشمال سورية وبالأخص منطقتي تل رفعت و منبج بحجة حماية أمنها القومي.

مما لا يخفى على أحد أن منطقة الشهباء عامة و مدينة تل رفعت ضمناً تأوي عشرات الآلاف من الكرد المهجرين قسراً من عملية غزو تركيا و الفصائل الإسلامية التابعة لها لمدينة عفرين قبل أربعة أعوام و التي تسببت بتشريد و نزوح و لجوء مئات الآلاف من أبناء المنطقة إلى باقي المناطق السورية و إلى الدول المجاورة وصولاً إلى أوربا ولم تكتف تركيا حينها بغزو المنطقة بل لجأت إلى عملية تغيير ديموغرافي عبر جلب عشرات الآلاف من عائلات المتطرفين السوريين و إسكانهم في بيوت العائلات الكردية سواء المهجرة قسراً أو حتى التي بقيت في مدينة عفرين كما قامت الفصائل الإسلامية الإرهابية التابعة لتركيا بمصادرة و الاستيلاء على أملاك سكان منطقة عفرين حينها.

واليوم تعتزم تركيا استكمال تنفيذ مخطط إبادتها باتجاه الكرد الذين بقوا في مخيمات النزوح في منطقة تل رفعت لقطع الطريق على أملهم بالعودة إلى بيوتهم في منطقة عفرين المجاورة. إن أي عملية تركية جديدة ستعني حتماً مهاجمة مخيمات اللاجئين الكرد المنتشرة في منطقة تل رفعت وما حولها مما سيتسبب في ارتكاب جرائم حرب إضافية لما تم ارتكابه في السابق.

إن إعلان الرئيس التركي عزمه غزو مدينة منبج السورية التي حررها الكرد السوريون من داعش وتقديم مئات الشهداء هناك لا يمكن تفسيره سوى بالانتقام من أولئك الذين كسروا شوكة داعش وأنهوا ورقة كانت تستخدمها تركيا لتنفيذ مخططاتها ومؤامراتها الإقليمية والدولية وبشهادة قيادات سياسية أميركية وأوربية.

أما عن المزاعم التركية عن حماية أمنها القومي فلا تتجاوز أكذوبة تسعى من خلالها تركيا احتلال الدول المجاورة وغير المجاورة كما حصل في ليبيا لتوسيع حدودها وبناء مشروعها العثماني الإسلامي الجديد عبر محاولة استغلال الظروف الدولية القائمة نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية وانشغال العالم بهذه الأزمة.

إننا في المبادرة الوطنية من أجل عفرين نعتبر أن ما تقوم به تركيا باعتبارها دولة في حلف الشمال الأطلسي (الناتو) هو تطاول و انتهاك للقوانين الدولية بما يخص سيادة الدول التي تتمسك بها دول الحلف وهو ما يعطي مبرراً مباشراً للدول الأخرى بغزو الدول المجاورة لها كما يحصل في الأزمة الأوكرانية و يوحي بوجود معايير دولية مزدوجة بخصوص القوانين الدولية و شرعات حقوق الإنسان.

كما ندعو الدول العربية إلى اتخاذ موقف واضح من الإعلان التركي عن نيته غزو دولة عربية مجاورة وهو ما يهدد أمن جميع دول المنطقة فإعلان الرئيس التركي كان واضحاً بهذا الخصوص بأن الغزو لن يتوقف عند حدود مدينتي تل رفعت ومنبج، بل سيشمل مناطق أخرى لاحقاً.

إن المبادرة الوطنية من أجل عفرين تدعو المجتمع الدولي والقوى الدولية إلى اتخاذ موقف واضح يمنع تركيا من ارتكاب جريمة تاريخية بحق الكرد كما فعلت سابقا بتصفية وإبادة شعوب بأكملها.

 

المجلس العام – المبادرة الوطنية من أجل عفرين

02-06-2022

زر الذهاب إلى الأعلى