البياناتمنوعات

في الذكرى الرابعة السوداء … عفرين تجمعنا

في الذكرى الرابعة السوداء … عفرين تجمعنا
 
تأتي الذكرى السوداء الرابعة لاحتلال “جياي كورمينج” منطقة عفرين وسط فوضى سياسية عالمية وتوتر عسكري وشبح حرب عالمية ثالثة يلوح في الأفق بين معسكرين يحاولان توسيع نفوذهما في تكرار دائم لسياسات و مصالح القوى الدولية العظمى التي تأتي على حساب الشعوب المستعمرة التي تدفع فاتورة الحروب بأرواحها ومعاناتها وتشردها وتهجيرها نحو الشتات في تكرار لمشهد أهالي عفرين الأصلاء في تغريبتهم المرة في 18 آذار 2018 وهم يتسلقون جبل الأحلام بعد أن حل كابوس الاحتلال التركي ومرتزقته من المجموعات و المنظمات الإرهابية المحلية و الدولية, مكان أحلامهم وبات تسلقهم نحو مستقبلهم الحر انتكاساً وانحداراً الى كارثة الاحتلال.
 
أربع سنوات عجاف مرت “جياي كورمينج” ترزح تحت نير الاحتلال والانتهاكات وكل الجرائم بحق الإنسانية والتي ترتقي وفق الكثير من التقارير الدولية الى جرائم حرب، يرتكبها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في منطقة عفرين بهدف تغيير التركيبة السكانية وإعادة هندستها الديمغرافية على مقاس التتريك والتعريب. أربع سنوات كارثية ومازال الاسلام السياسي ممثلاً بتنظيمات الاخوان المسلمين مدعوماً من منظمات لبعض عرب فلسطين 48 الذين تباكوا على الاستيطان الذي تم في أرضهم، ليمارسوا أسوء من ذلك عبر دعم مشاريع الاستيطان في منطقة عفرين وقراها بدعم مالي من المنظمات والمؤسسات الاخوانية في قطر و الكويت ليكونوا شركاء للعثمانيين الجدد ومشاريعهم التوسعية التي تداعب عقدة الاخوانيين وتوقهم لعودة الاحتلال العثماني إلى دول المنطقة، أربع سنوات ولازال الخطف والاغتصاب والاخفاء القسري والاعتداء على المقدسات والأقليات الدينية وممارسة الابادة الثقافية والبيئية بحق عفرين وأصالتها مستمر، أربع سنوات ومهجروا عفرين القسريين في كل مكان يتطلعون لقيامتهم وانبعاثهم في عفرين حرة وطاهرة من كل رجس الاحتلال التركي وأذياله.
 
اننا في المبادرة الوطنية من أجل عفرين اذ نعيش هذه الذكرى الفجائعية نعيد ونؤكد في الوقت ذاته أن عفرين لن تكون للاحتلال ولن تبقى أرضها عرضة للتتريك والتعريب مهما طال الزمن أو قصر وسيعود شعبها اليها بحرية وكرامة، وكما قاوم أهلها الكرد الأصلاء محاولات الصهر القومي وكل السياسات التعسفية التي مارسها النظام البعثي على مدار أكثر من نصف قرن سيقاوم بجرأة وإصرار مضاعفين الاحتلال التركي ومشاريعه التوسعية وأضغاث أحلامه التي رسمها على مدار قرن ليحاول ترجمتها واقعاً احتلالياً على حساب أصحاب الأرض الأصلاء، ولكن موجتهم الهوجاء ستنكسر على صخور مقاومة الكرد العفرينيين.
 
ومع ادراكنا لتعقيدات المعادلة السياسية التي ارتبطت قضية عفرين بها والظروف المحيطة دولياً واقليمياً والتي تعيق تحررها من الاحتلال، ولكننا نستجلي في هذا السياق الحقيقة المرة التي تؤكد النفاق السياسي الدولي الذي صمت على احتلال جياي كورمينج ومازال صامتاً على كل الانتهاكات وجرائم الحرب المرتكبة في عفرين. فالقوى الدولية التي أعطت الضوء الأخضر للجيش التركي لاجتياح عفرين واحتلالها بمقايضات رخيصة زادت من تعقيد المشهد السوري وادامة كارثته، عبر تحويل المنطقة إلى مستنقع إرهابي آثن سيلوث دول المنطقة و الدول الأوربية بمشاريع الإسلام السياسي الإخواني و الذي سيضر الجميع بلا استثناء و سيحول الصفقات السياسية المعقودة مع تركيا إلى هزائم سياسية و أمنية خطيرة لتلك الدول التي تعتقد أن تركيا أنشأت منطقة آمنة في عفرين.
 
اننا في المبادرة الوطنية من أجل عفرين نؤكد التزامنا بنضالنا المدني الذي يريد الخير والحرية لكل شعوب العالم وفي السياق ذاته لم نفقد الأمل بالعالم الحر والشعوب التواقة للديمقراطية والحرية والتي بمقدورها تغيير المعادلات السياسية فالثابت هو الشعوب والمتغير هي المصالح الدولية وكما شاءت الظروف السياسية في مرحلة ما أن تكون عوناً لدولة الاحتلال التركي وحربها العدوانية على الكرد واحتلال عفرين وكري سبي وسري كانية فان هذه الظروف السياسة في تغير دائم وسيأتي اليوم الذي يستطيع شعب عفرين فيه العودة الى أرضه الحرة.
 
المبادرة الوطنية من أجل عفرين تؤكد ثانية على ثوابتها في لم شمل العفرينيين وخصوصاً في المهجر وجمع الجهود المنصبة لصالح عفرين وشعبها وتوحيد كل الطاقات السورية والكردستانية الديمقراطية لنكون معاً من أجل عفرين.
 
المبادرة الوطنية من أجل عفرين
 
18/03/2022
زر الذهاب إلى الأعلى